للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ويروى أن الربيع بن خثيم عرض له الفالج، فكان يهادي بين الرجلين إلى المسجد، فقيل له: يا أبا يزيد، لو جلست؛ فإن لك رخصة. قال: من سمع حي على الفلاح فليجب ولو حبوا (١).

وقيل لسعيد بن المسيب: إن طارقًا يريد قتلك فتغيب. فقال: أحيث لا يقدره الله على؟ فقيل له: فاجلس. فقال: أسمع حي على الفلاح فلا أجيب؟ ! (٢).

٤٤ - {فَذَرْنِي وَمَنْ يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ}

أي: فدعني والمكذبين بهذا القرآن (٣)، ثم توعدهم فقال: {سَنَسْتَدْرِجُهُمْ} سنأخذهم بالعذاب {مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ} فعذبوا يوم بدر (٤). وقيل: معناه سنزيدهم حرمانًا وخذلانًا فيزدادون عصيانًا


(١) أخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء" ٢/ ١١٣ من طريق يحيى بن سعيد القطان، وجرير كلاهما عن أبي حيان التيمي عن أبيه عن الربيع به.
(٢) أخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء" ٢/ ١٧١ - ١٧٢ وفيه قصة كتاب عبد الملك ابن مروان إلى والي المدينة أن أعرض سعيد بن المسيب على السيف ليبايع الوليد وسليمان ابني عبد الملك من بعده فإن أبى فاجلده خمسين جلدة وطف به أسواق المدينة. فدخل سليمان بن يسار، وعروة بن الزبير وسالم بن عبد الله على سعيد فخيروه بين ثلاث خصال منها قالوا: تجلس في بيتك، فلا تخرج إلى الصلاة أياما فإن الوالي يقبل منك إذا طلبت في مجلسك فلم يجدك. قال: وأنا أسمع الأذان فوق أذني حي على الصلاة، حي على الفلاح ما أنا بفاعل .. ثم ذكر تمام الخبر.
(٣) قا له السدي. ذكره الماوردي في "النكت والعيون" ٦/ ٧٢، والقرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ١٨/ ٢٥١. وذكره البغوي في "معالم التنزيل" ٨/ ٢٠١ بلا نسبة.
(٤) "معالم التنزيل" للبغوي ٨/ ٢٠١، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٨/ ٢٥١. =

<<  <  ج: ص:  >  >>