للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

١٤ - قوله عز وجل: {خَلَقَ الْإِنْسَانَ} يعني: آدم عليه السلام (١).

{مِنْ صَلْصَالٍ} (وهو الطِّين اليابس الذي يسمع له صلصلة (٢) {كَالْفَخَّارِ} قال قتادة: قال الأَعمش يصف ناقة:

عَنْتريسٌ تَعدُو إذا حرك السَّوْ ... طُ كَعَدْوِ المُصلصِل الجَوَّالِ (٣)

يعني: حمار الوحش إذا خرج صوت أضراهن، والفخار الطِّين المطبوخ بالنار (٤)، وقال في موضع آخر: {مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ} (٥) وقال: {إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِنْ طِينٍ لَازِبٍ} (٦)، وقال: {كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ} (٧)، وذلك متفق في المعنى، وذلك أنَّه أخذ من


(١) "جامع البيان" للطبري ٢٧/ ١٢٤، "النكت والعيون" للماوردي ٥/ ٤٢٨، "زاد المسير" لابن الجوزي ٨/ ١١٠، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٧/ ١٦٠.
(٢) الطبري ونسبه لمجاهد وقتادة، "جامع البيان" ٢٧/ ١٢٥، "غريب القرآن" للسجستاني (٤٥٠)، "الكشاف" للزمخشري ٤/ ٤٤٥، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٧/ ١٦٠.
(٣) "الديوان": (١٩٥)، "شرح الديوان" (٢٩٨) وفيهما: إذا مسها. العنتريس: الناقة الصلبة القوية، المصلصل: المرتفع الصوت وقد أراد به حمار الوحش لكثرة نهيقه، الجوال: من جال يجول: أي طاف ولم يستقرَّ، وهنا يصف الناقة بأنها صلبة قوية، تعدوإذا مسها السوط، كما يعدو حمار الوحش الجوَّال.
(٤) "غريب القرآن" للسجستاني (٤٥٠)، "الجامع لأحكام القرآن" ١٧/ ١٦٠، "مدارك التنزيل" للنسفي ٤/ ٢٠٩، "لباب التأويل" للخازن ٧/ ٤.
(٥) الحجر: ٢٦.
(٦) الصافات: ١١.
(٧) آل عمران: ٩٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>