رحمه الله عدة أقوال للمفسرين، ثم قال: ومعنى الإلقاء: القول، نظيره قوله:{وَأَلْقَوْا إِلَى اللَّهِ يَوْمَئِذٍ السَّلَمَ}[النحل: ٨٧]، {فَأَلْقَوْا إِلَيْهِمُ الْقَوْلَ إِنَّكُمْ لَكَاذِبُونَ}[النحل: ٨٦].
- في سورة النبأ عند تفسير قوله تعالى:{وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ}[النبأ: ١٤]. رجح هنا أن (من) بمعنى (الباء) كقوله: {مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ}[القدر: ٤ - ٥].
[٦ - الاستدلال لأقوال المفسرين بالقرآن الكريم]
لا يكتفي المصنف بإيراد أقوال المفسرين في معنى الآية، بل إنه كثيرًا ما يذكر بجانب كل قول ما يدل على قوله من آيات القرآن الكريم.
ومن الأمثلة على ذلك:
- عند قوله تعالى:{إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}[البقرة: ١١٥] ذكر عدة أقوال للمفسرين في قوله: {وَاسِعٌ} واستدل لكل قول بالقرآن، فقال: قال الكلبي: يعني واسع المغفرة لا يتعاظم مغفرته ذنب. دليله: قوله تعالى: {إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ}. وقال أبو عبيدة: الواسع الغني: يقال: يعطي من سعة، أي: من غنى. قال الله عَزَّ وَجَل {لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ}. وقال الفراء: الواسع الجواد الذي يسع عطاؤه كلَّ شيء. دليله: قوله: {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ}.
- عند قوله تعالى {فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ}[البقرة: ١٩٧] استعرض اختلاف المفسرين في (الفسوق)، فقال: وقال الضحاك: هو التنابز بالألقاب، دليله قوله عَزَّ وَجَل {وَلَا