للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الله تعالى في صلة الذين لم يعادوا المُؤْمنين ولم يقاتلوهم ولا يخرجوهم من جميع الكافرين (١) فقال:

٨ - {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ}

أي: تعدلوا فيهم بالإحسان والبر أن تبروهم (٢) {أَنْ} في موضع جر على البدل من {الَّذِينَ}، أي: لا ينهاكم الله عن أن تبرُّوا الذين لم يقاتلوكم (٣).

{إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} اختلف العلماء فيمن نزلت هذِه، فقال ابن عباس - رضي الله عنهما -: نزلت في خزاعة (٤) منهم هلال بن عويمر وخزيمة وسراقة ابن مالك بن جعشم وبنو مدلج (٥) وكانوا صالحوا النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - على


(١) انظر: "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٨/ ٥٩.
(٢) انظر: "جامع البيان" للطبري ٢٨/ ٦٥، "الجامع لأحكام القرآن" ١٨/ ٥٩.
(٣) انظر: "معاني القرآن" للزجاج ٥/ ١٥٨، "الوسيط" للواحدي ٤/ ٢٨٥، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٨/ ٥٩.
(٤) بنو خزاعة: قبيل من الأزد، من القحطانية. قال ابن الكلبي: وسموا خزاعة؛ لأنَّ بني مازن من الأزد لما تفرقت من اليمن في البلاد نزل بنو مازن على ماء بين زبيد ورفع يقال له: غسان، وأقبل أبو عمرو بن لحي فانخزع عن قومهم فنزلوا مكة، ثمَّ أقبل بنو أسلم ومالك وملكان، بنو أفصى بن حارثة، فانخزعوا عن قومهم أَيضًا فسمي الجميع خزاعة.
انظر: "نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب" للقلقشندي (ص ٢٢٨).
(٥) بنو مدلج: بطن من كنانة، وفيهم كان علم القيافة.
انظر: "نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب" للقلقشندي (ص ٣٧٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>