للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقيل: الإشارة بالسنة إلى النكاح فإنه من سنة الأنبياء (١).

وقيل: إلى كثرة الأزواج، مثل قصة داود وسليمان عليهما السلام (٢).

{وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا} ماضيًا كائنا.

قال ابن عباس: وكان من قدره أن تلد تلك المرأة التي ابتلي بها داود ابنا مثل سليمان، ويملك من بعده.

٣٩ - {الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ} (٣)


(١) كما قال تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً} الآية [الرعد: ٣٨]، وكما روى مسلم عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "لكني أصلي وأنام، وأصوم وأفطر، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني" رواه البخاري كتاب النكاح، باب الترغيب في النكاح (٥٠٦٣)، ومسلم كتاب النكاح، باب استحباب النكاح (١٤٠١) وقال: "أربع من سنن المرسلين: التعطر، والنكاح، والسواك، والحناء" حسن. رواه أحمد ٥/ ٤٢١ (٢٣٥٨١).
(٢) فكان لداود عليه السلام مائة امرأة، وثلاثمائة سرية، ولسليمان عليه السلام ثلاثمائة امرأة، وسبعمائة سرية.
انظر: "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٤/ ١٩٣.
(٣) وسيد الناس في هذا المقام، بل وفي كل مقام محمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فإنه قام بأداء الرسالة وإبلاغها إلى أهل المشارق والمغارب، إلى جميع أنواع بني آدم، وأظهر الله تعالى كلمته ودينه وشرعه على جميع الأديان والشرائع، فإنه قد كان النبي قبله إنما يبعث إلى قومه خاصة، وأما هو - صلى الله عليه وسلم - فإنه بعث إلى جميع الخلق عربهم وعجمهم {يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا} ثم ورث مقام البلاغ عنه أمته من بعده، فكان أعلى من قام بها بعده أصحابه - رضي الله عنهم -، بلغوا عنه كما أمرهم به في جميع أقواله وأفعاله وأحواله، في ليله ونهاره، وحضره وسفره، وسره وعلانيته، فرضي الله عنهم وأرضاهم ثم ورثه كل خلف عن سلفهم إلى =

<<  <  ج: ص:  >  >>