فعند قوله تعالى:{أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ}[البقرة: ١٠٠]، ذكر المصنف قول ابن عباس في سبب نزول الآية: لما ذكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما أخذ الله عليهم وما عهد إليهم فيه، قال مالك بن الصَّيف: والله ما عُهد إلينا في محمد عهدٌ ولا ميثاق، فأنزل الله تعالى هذِه الآية. قال المصنف عَقِبَه: يوضِّحهُ قراءة أبي رجاء العطاردي (أوَ كُلَّما عُوهِدوا عهدًا) جعلهم مفعولين.
- وعند تفسيره لقول الله تعالى:{وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ}[آل عمران: ١٥٩]: قال: واختلف العلماء في المعنى الذي لأجله أمر الله تعالى نبيّه - صلى الله عليه وسلم - بالمشاورة مع كمال عقله وجزالة رأيه، وتتابع الوحيّ عليه. . .، إلى أن قال: فقال بعضهم: هو خاص في المعنى، وإن كان عامًا في اللفظ، ومعنى الآية: وشاورهم فيما ليس عندك فيه من الله عهد، يدل عليه قراءة ابن عباس - رضي الله عنهما -: (وشاورهم في بعض الأمر).
- وقد حكى في تفسير قوله تعالى:{وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلَّا أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُوا} عدة أقوال عن الصحابة والتابعين أن الناس كانوا على التوحيد والإسلام قرونًا ثم حدث الشرك بعْدُ في قوم نوح عليه السلام، ثم قال: يدل على صحة هذِه التأويلات قراءة عبد الله - رضي الله عنه - (وما كان الناس إلا أمة واحدة على هدًى فاختلفوا).
[١٥ - ذكر الآيات المماثلة]
من الأمثلة:
- قال عند قوله سبحانه:{وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا}[البقرة: ١٠٢]: