للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الحجاب من هؤلاء وأن يروهن.

قال مجاهد: لا جناح عليهن في وضع جلابيبهن عندهم.

{وَاتَّقِينَ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدًا} (١).

٥٦ - {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ}

قراءة العامة بنصب التاء. وقرأ ابن عباس: (وملائكتُه) بالرفع عطفا على محل قوله: (الله) قبل دخول (إن)، نظيره قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ} (٢) وقد مضت هذِه المسألة.

{يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ} (٣) أي: يثنون ويترحمون عليه، ويدعون له.


(١) قوله تعالى: {وَاتَّقِينَ اللهَ} لما ذكر الله تعالى الرخصة في هذِه الأصناف وانجزمت الإباحة، عطف بأمرهن بالتقوى عطف جملة. وهذا في غاية البلاغة والإيجاز، كأنه قال: اقتصرن على هذا واتقين الله فيه أن تتعدينه إلى غيره. وخص النساء بالذكر وعناهن في هذا الأمر، لقلة تحفظهن وكثرة استرسالهن. والله أعلم. ثم توعد تعالى بقوله: {إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدًا}. انظر: "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٤/ ٢٢٨.
(٢) البقرة: ٦٢.
(٣) قال البخاري: قال أبو العالية: صلاة الله تعالى ثناؤه عليه عند الملائكة، وصلاة الملائكة الدعاء. كتاب التفسير، باب سورة الأحزاب، باب قوله {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ} قبل حديث (٤٧٩٧)
وقال سفيان الثوري وغير واحد من أهل العلم: صلاة الرب الرحمة، وصلاة الملائكة الاستغفار. والمقصود من هذِه الآية أن الله -عزَّ وجلَّ- أخبر عباده بمنزلة عبده ونبيه عنده في الملإ الأعلى بأنه يثنى عليه عند الملائكة المقربين، وأن الملائكة تصلي عليه، ثم أمر تعالى أهل العالم السفلي بالصلاة والتسليم عليه، ليجتمع الثناء عليه من أهل العالمين: العلوي والسفلي جميعًا. وهذِه الآية شرف الله بها =

<<  <  ج: ص:  >  >>