للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التفسير هي مروياته المسندة. إلا أنه لم يقتصر عليها، بل ضم إليها جانب الدراية والرأي.

ثم ذكر المصنف فرقةً من المفسرين بعكس هؤلاء. وهي:

[د- فرقة حذفوا الإسناد]

وينتقد الثعلبي هؤلاء بشدة، فيذكر أنهم بسبب تركهم الإسناد، ونقلهم من الصحف والدفاتر، وقع في تفاسيرهم الغث والسمين، والواهي والمتين. ولما كانوا كذلك ذكر أنه صان كتابه عن ذكرهم. مبيِّنًا قيمة الإسناد، وأنه لولاه لقال من شاء ما شاء.

ولا غرو أن ينتقد الثعلبي صنيع هؤلاء، وهو الذي جعل عمدة تفسيره على الإسناد (١).

هـ - فرقة حازوا قصب السبق في جودة التصنيف والحِذْق.

وهذا ثناء من الثعلبي على هؤلاء إلا أنه يرى أنهم قد أطالوا كتبهم بكثرة الأسانيد والروايات. فاتسعت كتبهم كثيرًا حتى حال هذا الاتساع والطول دون الاستفادة منها.

ومثل لها المصنف بتفسير ابن جرير الطبري، وتفسير شيخه عبد الله ابن حامد.

و- فرقة جوَّدوا التفسير، دون الأحكام، وبيان الحلال والحرام، وذكر المشكلات وحلها، والرد على أهل الزيغ والشبهات.

مثل تفاسير كثير من التابعين ومن بعدهم من أئمة التفسير، مثل


(١) كما سيأتي بيانه عند الكلام عن منهج المؤلف في الرواية وسوق الأسانيد.

<<  <  ج: ص:  >  >>