وهؤلاء أثنى الثعلبي عليهم من حيث تفسير الآية، ومعانيها، واعتمد على أقوال هؤلاء اعتمادًا كبيرًا، وكتابه "الكشف والبيان" يعد من أوسع التفاسير إن لم يكن أوسعها في نقل أقوال المفسرين من المتقدمين.
لكنَّ أبا إسحاق يرى أن هذا المنهج لا يكفي في تفسير الآية. بل لا بد من جانب الدراية.
ثم ختم الثعلبي هذِه الأقسام بعبارة تدل على أدبه رحمه الله مع العلماء، وإن انتقد مصنفاتهم، فقال: ولكل من أهل الحق منهم فيه غرض محمود، وسعي مشكور.
أي أنَّ هؤلاء العلماء وإن كان أبو إسحاق يخالفهم في جوانب من مناهجهم في مؤلفاتهم، إلا أنَّ هذا لا يعني إهدار جهدهم وما بذلوا وقاموا به في مؤلفاتهم. فسعيهم مشكور. لا سيما قصدهم ومرادهم من مؤلفاتهم محمود، وهو خدمه كتاب الله، وبيان معانيه.
* فائدة:
ذكر المصنف في تقسيمه السابق للمفسرين، عدة تفاسير، وأشار إلى مناهج مؤلفيها في التفسير. فاستفدنا من كلام المصنف في ذلك فائدتين نفيستين:
أولاهما: توثيق هذِه التفاسير. لا سيِّما أكثرها مفقود.