للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

١٠ - قوله -عز وجل-: {فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ}

أي: شك ونفاق، ومنه يقال: فلان يُمَرِّضُ في الوعد إذا لم يصححه (١). وأصل المَرض: الضعف والفتور، فسُمِّي الشكُّ في الدين والنفاق مرضاً؛ لأنه يضعف الدين واليقين، كالمرض الذي يُضعف البدن وينقص قواه، ولأنه يؤدي إلى الهلاك بالعذاب، كما أن المرض في الأبدان يؤدي إلى الهلاك بالموت (٢).

{فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا} شكًّا ونفاقاً وعذاباً وهلاكاً.

{وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} وجيع يَخْلُص وجعُه (٣) إلى قلوبهم، وهو بمعنى مؤلم (٤)، كقول عمرو بن معد يكرب (٥):


(١) "جامع البيان" للطبري ١/ ١٢٠ - ١٢١، "البسيط" للواحدي ٢/ ٥١٥، "معالم التنزيل" للبغوي ١/ ٦٦.
(٢) "بحر العلوم" للسمرقندي ١/ ٩٥، "معالم التنزيل" للبغوي ١/ ٦٦، "لباب التأويل" للخازن ١/ ٣٣، "البحر المحيط" لأبي حيان ١/ ١٨١٠. قال ابن جرير في "جامع البيان" ١/ ١٢١: وإنَّما عنى تبارك وتعالى بخبره عن مرض قلوبهم، الخبر عن مرض ما في قلوبهم من الاعتقاد. .
(٣) في (ش): ألمه.
(٤) "جامع البيان" للطبري ١/ ١٢٣، "البسيط" للواحدي ٢/ ٥٢١ - ٥٢٢، "البحر المحيط" لأبي حيان ١/ ١٨١.
(٥) عمرو بن معد يكرب الزبيدي، الشاعر الفارس المشهور، يُكنى أبا ثور، قدم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في وفد زبيد فأسلم، وذلك في سنة تسع، وقال الواقدي: في سنة عشر. توفي سنة (٢١ هـ). وقيل: قتل في معركة القادسية. "الاستيعاب" لابن عبد البر ٣/ ١٢٠، "الإصابة" لابن حجر ٤/ ٥٦٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>