للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال علي رضي الله عنه: {وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا} في الآخرة (١).

وفي هذه الآية دليل على أن المنافق ليس بمؤمن، وليس الإيمان هو الإقرار فقط، إذ لو كان الإيمان هو الإقرار فقط لكانوا بإقرارهم مؤمنين (٢)، وفيه دليل أيضًا (٣) على صحة نبوة محمد - صلى الله عليه وسلم -، لأن القوم كانوا كاتمين لاعتقادهم فأظهر الله رسوله - صلى الله عليه وسلم - على اعتقادهم، وكان ذلك حجة له عليهم، إذ علموا أنَّه لا يطلع على ضمائر القلوب غير الباري جل وعز.

١٤٢ - قوله: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ}

قد مر تفسيره، {وَهُوَ خَادِعُهُمْ} أي: مجازيهم جزاء خداعهم، وذلك أنهم على الصراط يعطون نورًا كما يعطي المؤمنين، فإذا مضوا به على الصراط طفئ نورهم، ويبقى المؤمنون يمضون بنورهم، فينادون المؤمنين {انْظُرُوْنَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ}، فتناديهم


= وقد أورد ابن العربي في "أحكام القرآن" ١/ ٥٠٩ - ٥١٠ شبهة، وهي: أن هذا خبر، والخبر من الله سبحانه لا يجوز أن يقع بخلاف مخبره، ونحن نرى الكافرين يتسلطون على المؤمنين في بلادهم وأبدانهم وأموالهم وأهليهم، ثم رد على هذه الشبهة بكلام نفيس جدًا، ولولا خشية الإطالة لنقلته هنا، فلينظر هناك.
(١) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٥/ ٣٣٤، وابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ٤/ ١٠٩٥، وقد ورد أيضًا هذا المعنى عن ابن عباس، وأبي مالك، كما في المصادر السابقة.
(٢) بل هو إقرار بالقلب واللسان، والجوارح، لا يصح بواحد منها.
(٣) ساقطة من (م)، (ت).

<<  <  ج: ص:  >  >>