للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فأجمعوا على أن أظهروا كلمة الإيمان بألسنتهم واعتقدوا خلافها، وأكثرهم من اليهود (١)، فقال الله -عز وجل-:

٨ - {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ}

أي (٢): صدقنا بالله، {وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ} أي: وبيوم القيامة. قال الله -عز وجل-: {وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ}.

والنّاس: هم الجماعة من الحيوان المتميز بالصورة الإنسانية، وهو جمع إنسان، وإنسان في الأصل (إنسِيان) بالياء، ألا ترى أنك إذا صغَّرْتَ (٣) رددت الياء إليه (٤) فقلت: أُنَيْسِيَان فأسقطوا الياء منه ونقلوا حركته (٥) إلى السِّين، فصار: إنسانًا (٦).

واختلف العلماء في سبب تسميته بهذا الاسم:

فقال ابن عباس: سُمِّي إنسانًا لأنه عُهد إليه فنسي، قال الله -عز وجل-: {وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ} (٧) (٨).


(١) سيأتي الكلام حول هذا عند الآية ١٤.
(٢) ساقطة من (ج)، (ش)، (ف).
(٣) في (ج): صغرته.
(٤) ساقطة من (ت).
(٥) في (ف): حركتها.
(٦) "الكتاب" لسيبويه ٣/ ٤٨٦، "تهذيب اللغة" للأزهري ١٣/ ٨٨، "مفردات ألفاظ القرآن" للراغب الأصبهاني (ص ٩٤) (أنس)، "لسان العرب" لابن منظور ١/ ٢٣١ (أنس).
(٧) طه: ١١٥.
(٨) ذكره الواحدي في "البسيط" ٢/ ٤٩٤، والقرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ١/ ١٦٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>