كتاب تفسير الثعلبي = الكشف والبيان عن تفسير القرآن ط دار التفسير

٥٥ - سورة الرحمن - ٣٢ - ج: 25 - ص: 335

وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إني تارك فيكم ثقلين لن تضلوا ما تمسَّكتم بهما، كتاب الله، وعترتي، لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض" (١) فجعلهما ثقلين إعظامًا لقدرهما.

وقال جعفر الصادق بن محمد الباقر: سمّى الجن والإنس ثقلين لأنهما مثقلان بالذنوب (٢).

٣٢ - {فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ}

٣٣ - قوله -عز وجل- {يَامَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ}

ولم يقل (استطعتما) لأنهما فريقان في حال الجمع، كقوله تعالى: {فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ يَخْتَصِمُونَ} (٣) {هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ} (٤).

{أَنْ تَنْفُذُوا} تجوزا، وتخرجوا (٥) {مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} أي:

---

(١) أخرجه مسلم (٢٤٠٨) بلفظ قريب في "صحيحه" في كتاب فضائل الصحابة باب فضائل علي بن أبي طالب من طريق أبو حيان عن يزيد بن حيان وحصين بن سبرة وعمر بن مسلم عن زيد بن أرقم - رضي الله عنهم - برقم، والنسائي ٥/ ٥١ (٨١٧٥) في "سننه الكبرى" في كتاب المناقب، من طريق مسلم، وأحمد في مسنده ٣/ ١٤ (١١١٠٤) من طريق إسماعيل بن أبي إسحاق الملائي عن عطية عن أبي سعيد - رضي الله عنه - وبرقم ٣/ ١٧ (١١١٣١) من طريق الأعمش عن عطية العوفي، عن أبي سعيد - رضي الله عنه - وبرقم ٤/ ٣٧١ (١٩٣١٣)، من طريق علي بن ربيعة عن زيد بن أرقم - رضي الله عنه -.
(٢) ينظر: "معالم التنزيل" للبغوي ٧/ ٤٤٧، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٧/ ١٦٩، "لباب التأويل" للخازن ٧/ ٦.
(٣) النمل: ٤٥.
(٤) الحج: ١٩.
(٥) "جامع البيان" للطبري ٢٧/ ١٣٦، "معالم التنزيل" للبغوي ٧/ ٤٤٨.