للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مثاله: عند تفسيره لقول الله تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ} [آل عمران: ٢٢] قال: وقرأ أبو وا قد وأبو الجراح: (حبطت) -بفتح الباء، فيكون مغايرة بكسر الباء يحبط، وأصله من الحبط.

قال أبو جعفر النحاس: وهي لغة شاذة (١).

- وعند تفسيره لقول الله تعالى: {وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ} [آل عمران: ٣٦]: قال: {وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ} إخبارًا عن الله تعالى وهي قراءة العامة، وقرأ على وإبراهيم النخعيّ، وابن عامر، وأبو بكر، ويعقوب: (وضعت) برفع التاء جعلوها من كلام أم مريم.

ومن قرأ بالرفع قراءة شاذة كما أشار بذلك ابن جرير (٢).

وقد يترك التنبيه على القراءات الشاذة، مكتفيًا ومعتمدًا في ذلك على نسبة القراءة إلى من قرأ بها.

[١٣ - الاستدلال بقراءات شاذة لتوضيح وإثبات القراءات المتواترة.]

من الأمثلة على ذلك:

- عند قوله تعالى {وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ} [البقرة: ٢٦٩]: قال: قرأ يعقوب (ومن يؤت) بكسر التاء، أراد: يؤتِهِ الله، فحذف الهاء، وأبقى الكسرة. ودليله قراءة الأعمش (ومن يؤته الله).

- عند قوله تعالى {وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ} [البقرة: ٢٨٠]: قال: وقرأ الأعمش (وإن كان معسر) وهو دليل قراءة العامة.


(١) "إعراب القرآن" ١/ ٣١٨.
(٢) "التفسير" ٦/ ٣٣٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>