نظيرها قوله تعالى: {وَإِنْ نَظُنُّكَ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ} [الشعراء: ١٨٦] أي: وما نظنك إلَّا من الكاذبين، وقوله: {إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ (٤)} [الطارق: ٤] أي: ما كل نفس إلَّا عليها حافظ. (٢) وهو قول ابن عباس رضي الله عنهما كما في "تفسير ابن حبيب" ٢٠٣/ أ، "الكفاية" للحيري ٢/ ٥٠/ أ، واقتصر عليه مقاتل في "تفسيره" ٣/ ١٥٦، وعزاه ابن الجوزي في "زاد المسير" ٥/ ٤٧١، والرازي في "مفاتيح الغيب" ٢٣/ ٩٧ إلى أكثر المفسرين، واستظهره البَغَوِيّ في "معالم التنزيل" ٥/ ٤١٦، ورجحه ابن كثير في "البداية والنهاية" ١/ ١٢٣، والسمعاني في "تفسير القرآن" ٣/ ٤٧٣، والقرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ١٢/ ١٢١ وغيرهم. ويرى الطبري في "جامع البيان" ١٨/ ١٩ وغيره أنَّه عني بالرسول في هذا الموضع صالحًا وبقومه ثمود، واستدلوا بقوله تعالى {فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ بِالْحَقِّ} قالوا وقوم صالح عليه السلام هم الذين هلكوا بالصيحة، وأما عاد فأهلكوا بريح صرصرٍ عاتية. والقول الأول أصح وأظهر وذلك لأمور: ١ - أنَّه قول ابن عباس رضي الله عنهما وأكثر المفسرين واختيار المحققين منهم. ٢ - أنَّه لا خلاف أن عادًا قبل ثمود، وأن عادًا جاءوا بعد قوم نوح عليه السلام كما قال =