ليتوصل إلى الكلام بها، وليمكن الابتداء بها، كقوله {حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا}[الأعراف: ٣٨]{قَالُوا اطَّيَّرْنَا}[النمل: ٤٧]، {وَازَّيَّنَتْ}[يونس: ٢٤].
[٣ - الاستدلال بالقرآن في بيان معنى الآية وألفاظها]
مثاله: عند قوله تعالى: {وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ}[البقرة: ٤٨]. بيَّن المصنف معنى (عَدْل) هنا، واستدل على هذا البيان بالقرآن، فقال: فداء، كما كانوا يأخذون في الدنيا، وسُمِّي الفداء عدلًا لأنه يعادل المفدى ويماثله، قال الله تعالى:{أَوْ عَدْلُ ذَلِكَ صِيَامًا}.
- عند قوله تعالى:{يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ}[البقرة: ١٠٢] نقل قولًا في تعريف السحر، واستدل له بالقرآن، فقال: قال بعضهم: السحر: العلم والحذق بالشيء، قال الله عَزَّ وَجَل:{وَقَالُوا يَاأَيُّهَ السَّاحِرُ} أي: العالم.
- عند قوله {وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ}[البقرة: ٢٢٨]، قال: وأصل البعل: السيد، والحاكم، قال الله تعالى:{أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ}.
- عند قوله تعالى {أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا}[البقرة: ٢٨٢] قال: وأصل الضلال: هلاك الشيء، وذهابه؛ تقول العرب: ضل الماء في اللبن، قال الله تعالى:{وَقَالُوا أَإِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ}.
- عند قوله تعالى في سورة المدثر:{لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ}[المدثر: ٣٧] قال رحمه الله: في الخير والطاعة {أَوْ يَتَأَخَّرَ}[المدثر: ٣٧] عنها بالشر والمعصية. نظيره ودليله قوله:{وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ}[الحجر: ٢٤] يعني في الخير {وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ}[الحجر: ٢٤] عنه.