للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قالا: إنما أردنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فزوجنا عبده، فأنزل الله لعالى هذِه الآية (١).

٣٧ - {وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ} الآية

وذلك أن زينب مكثت عند زيد حينًا، ثم إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتى زيدًا ذات يوم لحاجة فأبصرها قائمة في درع وخمار فأعجبته، وكأنها وقعت في نفسه، فقال: "سبحان الله مقلب القلوب" (٢)، وانصرف، فلما جاء زيد ذكرت له ذلك ففطن زيد وكرهت إليه في الوقت، فألقى في نفس زيد كراهتها فأراد فراقها فأتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: إني أريد أن أفارق صاحبتي، قال: "ما لك أرابك منها شيء؟ "، قال: لا والله يا


(١) رواه الطبري في "جامع البيان" ٢٢/ ١٢ عن ابن زيد.
(٢) وقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يُكثر أن يقول في دعائه: "يا مقلب القلوب، ثبت قلبي على دينك" فقيل له: يا نبي الله، آمنا بك وبما جئت به فهل تخاف علينا؟ فقال: "نعم، إن القلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن عز وجل يقلبها كيف يشاء" أخرجه أحمد في "المسند" ٣/ ١١٢ (١٢١٠٧)، والترمذي كتاب القدر، باب إن القلوب بين أصبعي الرحمن (٢١٤٠) من حديث أنس.
قال النووي: فهو سبحانه وتعالى متصرف في قلوب عباده وغيرها كيف شاء، لا يمتنع عليه مها شيء ولا يفوته ما أراد "شرح صحيح مسلم" للنووي ١٦/ ٢٠٤.
قال الراغب الأصفهاني: تقليب الشيء: تغييره من حال إلى حال، والتقليب: التصرف، وتقليب الله القلوب والبصائر: صرفها من رأي إلى رأي. انظر: "مفردات ألفاظ القرآن" (ص ٦٨٢).
قال الحافظ ابن حجر: المراد بتقليب القلوب: تقليب أعراضها، وأحوالها، لا تقليب ذات القلب. انظر "فتح الباري" ١١/ ٥٢٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>