للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٣٢ - {يَانِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنّ} (١) الله فأطعتنه (٢).

قال الفراء: لم يقل كواحدة لأن (الأحد) عام يصلح للواحد والاثنين والجميع، والمذكر والمؤنث، قال الله تعالى: {لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ} (٣)، وقال: {فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ} (٤) {فَلَا تَخْضَعْنَ} تلن {بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ} (٥) فجور وضعف إيمان.

{وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا} صحيحًا جميلًا.

٣٣ - {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ} (٦).


(١) يعني: من نساء هذِه الأمة، رواه الطبري في "جامع البيان" ٢٢/ ٢ عن قتادة.
وإنما قال ذلك لأن فيمن تقدم من النساء آسية ومريم.
قال ابن العربي رحمه الله: (لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنْ النِّسَاءِ) يعني: في الفضل والشرف؛ فإنهن وإنْ كُنَّ مِنْ الآدميات فَلَسْنَ كَإِحْدَاهُنَّ، كما أن النبي - صلى الله عليه وسلم - وإن كان من البشر جبلة، فليس منهم فضيلة ومنزلة، وشرف المنزلة لا يحتمل العثرات، فإن من يقتدى به، وترفع منزلته على المنازل جدير بأن يرتفع فعله على الأفعال، ويربو حاله على الأحوال. "أحكام القرآن" ٣/ ١٥٣٤ - ١٥٣٥.
(٢) وأيضًا معناه: إن خفتن الله، فتبين أن الفضيلة إنما تتم لهن بشرط التقوى، لما منحهن الله من صحبة الرسول، وعظيم المحل منه، ونزول القرآن في حقهن.
انظر: "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٤/ ١٧٧.
(٣) البقرة: ٢٨٥.
(٤) الحاقة: ٤٧.
(٥) وقد يقصد بالمرض: النفاق.
رواه الطبري في "جامع البيان" ٢٢/ ٣ عن قتادة.
(٦) فائدة: معنى هذِه الآية: الأمر بلزوم البيت، وإن كان الخطاب لنساء النبي -صلى الله عليه وسلم- =

<<  <  ج: ص:  >  >>