للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقيل: هو خارج على قول المنكر، أويجمع الله العظام؟ كقول الآخر: {قَالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ} (١).

ثم قال:

٤ - {بَلَى قَادِرِينَ} أي: نقدر، استقبال صرف إلى الحال (٢).

قال الفراء: قادرين: نصب (٣) على الخروج من نجمع، كأنك قلت في الكلام: أيحسب أن لن نجمع؟ نقوى عليك؟ بلى قادرين على أقوى منك، يريد: بلى (نقوى) قادرين على أكثر من ذا (٤).

وقرأ ابن أبي عبلة: (قادرون) بالرفع (٥) أي: بلى نحن قادرون. ومجاز الآية: بلى نقدر على جمع عظامه، وعلى ما هو أعظم من ذلك، وهو أن (نسوي بنانه) أنامله، فنجعل أصابع يديه ورجليه شيئًا واحدًا، كخف البعير، أو كظلف الخنزير، وحافر الحمار، فلا يمكنه أن يعمل بها شيئًا، ولكنّا فرّقنا أصابعه حتى


(١) يس: ٧٨، انظر: "معالم التنزيل" للبغوي ٨/ ٢٨٠.
(٢) انظر: "معالم التنزيل" للبغوي ٨/ ٢٨٠، "المحرر الوجيز" لابن عطية ٥/ ٤٠٢.
(٣) في نصبه أقوال يراجع "البحر المحيط" لأبي حيان ١٠/ ٣٤٥.
(٤) انظر: "معاني القرآن" للفراء ٣/ ٢٠٨ مع اختلاف يسير، "جامع البيان" للطبري ٢٩/ ١٧٦، "إعراب القرآن" للنحاس ٥/ ٧٩، "معالم التنزيل" للبغوي ٨/ ٢٨٠.
(٥) انظر: "الكشاف" للزمخشري ٦/ ٢٦٧ ولم ينسبه، "المحرر الوجيز" لابن عطية ٥/ ٤٠٢، في "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٩/ ٩١، "البحر المحيط" لأبي حيان ٨/ ٣٧٦، "إعراب الشواذ" للعكبري ٢٣/ ٦٤٨ ولم ينسبه. وهي قراءة ابن السميفع أيضًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>