للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

١٦ - {قُلْ لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلَا أَدْرَاكُمْ بِهِ}

ولا أَعْلَمَكُم به (١).

وقرأ الحسن: (ولا أدرأتكم به) (٢) وهي لغة بني عقيل؛ يحولون الياء ألفًا فيقولون (أعطأت) بمعنى (أعطيت)، و (لبّأت) بمعنى (٣) (لبيت)، و (جارة) وإناصاة) للجارية والناصية (٤)، وأنشد المفضل (٥):

ألا آذنت أهلَ اليمامةِ قوةٌ ... بحَرب كنَاصَاة الأغرِّ المُشَهّر


(١) انظر "غريب السجستاني" (ص ١٠٦)، "البسيط" للواحدي (ل ٥/ أ).
وقال ابن القيِّم رحمه الله مبينًا معنى هذِه الآية في "التبيان في أقسام القرآن" (ص ١١٦ - ١١٧): أي هذا الكلام ليس من قبلي ولا من عندي ولا أقدر أن أفتريه على الله ولو كان ذلك مقدورًا لي لكان مقدورًا لمن هو من أهل العلم والكتابة ومخالطة النَّاس والتعلم منهم، ولكن الله بعثني به، ولو شاء سبحانه لم ينزله ولم ييسره بلساني، فلم يدعني أتلوه عليكم وأن أعلمكم به ألبتة لا على لساني ولا على لسان غيري، ولكنه أوحاه إليَّ وأذن لي في تلاوته عليكم، وأدراكم به بعد أن لم تكونوا دارين به، فلو كان كذبًا وافتراش كما تقولون لأمكن غيري أن يتلوه عليكم وتدرون به من جهته؛ لأنَّ الكذب لا يعجز عنه البشر، وأنتم لم تدروا بهذا ولم تسمعوه إلَّا مني، ولم تسمعوه من بشر غيري.
(٢) "مختصر في شواذ القرآن" لابن خالويه (ص ٦١)، "إعراب القراءات الشواذ" للعكبري ١/ ٦٤٠ بدون نسبة.
(٣) بمعنى: تكررت في الأصل مرتين.
(٤) انظر توجيه قراءة الحسن على هذِه اللغة في "معاني القرآن" للفراء ١/ ٤٥٩، "جامع البيان" للطبري ١١/ ٩٦، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ٨/ ٣٢٠.
(٥) البيت لحريث بن عتّاب الطَّائي في "لسان العرب" لابن منظور، "تاج العروس" =

<<  <  ج: ص:  >  >>