للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

دليله ونظيره قوله تعالى: {وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا} (١).

٦ - {وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ (٦)}

قال مجاهد والضحاك وشِمْر بن عطية، ومحمد بن كعب، والأخفش: يعني الموقد المحمي بمنزلة التنور المسجور، ومنه قيل للمسعر: مسجر (٢)، ودليل هذا التأويل ما روي أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا يركبن هذا البحر إلا حاج أو معتمر أو مجاهدٌ في سبيل الله، فإن تحت البحر نارًا، وتحت النار بحرًا وتحت البحر نارًا" (٣).

وقال - صلى الله عليه وسلم - في حديث آخر: "البحر نار في نار" (٤).

وروى سعيد بن المسيب أنَّ عليًّا - رضي الله عنه - قال لرجل من اليهود: أين جهنَّم؟ قال: البحر، قال: ما أراك إلَّا صادقًا، وتلا: {وَالْبَحْرِ


= وانظر: "النكت والعيون" للماوردي ٥/ ٣٧٨، "معالم التنزيل" للبغوي ٧/ ٣٨٥، "زاد المسير" لابن الجوزي ٨/ ٤٧.
(١) الأنبياء: ٣٢.
(٢) أورده الطبري في "جامع البيان" ٢٧/ ١٩، عن مجاهد وشمر بن عطية، والبغوي في "معالم التنزيل" ٧/ ٣٨٦، عن محمد بن كعب والضحاك، وابن الجوزي في "زاد المسير" ٨/ ٤٨، والقرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ١٧/ ٦١، وأبو حيان "البحر المحيط" ٨/ ١٤٦.
(٣) أخرجه أبو داود كتاب الجهاد، باب في ركوب البحر (٢٤٨٩)، عن بشير بن مسلم، عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنه - وقال: وفي هذا الحديث اضطراب، رُوي عن بشير هكذا وروي عنه أنَّه بلغه عن عبد الله بن عمرو، وروي عنه عن رجل عن عبد الله بن عمرو، وقيل غير ذلك.
(٤) لم أجده.

<<  <  ج: ص:  >  >>