(٢) أي: وكان الله قديراً على أن أورث المؤمنين ذلك، وعلى نصره إياهم وغير ذلك من الأمور، فلا يتعذر عليه شيء أراده، ولا يمتنع عليه فعل شيء أراد فعله، فهو قدير على ما أراد بعباده من نقمة أو عفو، وقدير على ما يفتحه من الحصون والقرى. (٣) قوله تعالى: {إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا} وهو شرط جوابه {فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ}، فعلق التخيير على شرط، وهذا يدل على أن التخيير والطلاق المعلقين على شرط صحيحان، ينفذان ويمضيان. انظر: "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٤/ ١٧٠. (٤) قوله تعالى: {الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا} فإن للإنسان حالتين: حالة هو فيها تسمى الدنيا، وحالة لا بد أن يصير إليها وهي الأخرى، ولا بد للمرء مِنْ أن يكون على صفتين: إما أن يلتفت إلى هذِه الحالة القريبة، وإما أن يلتفت إلى حالته الأخرى، فإياها يقصد، ولها يسعى ويطلب؛ ولذلك اختار الله لرسوله الحالة الأخرى، فخير الله أزواج نبيه في هذا ليكون لهن المنزلة العليا، كما هي لزوجهن. وهذا معنى ما روى أحمد بن حنبل عن علي أنه قال: لم يخير رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نساءه إلا بين الدنيا والآخرة، ولذلك قال الحسن: خيرهن بين الدنيا والآخرة، وبين الجنة والنار.