للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فلما شمت خيول فرعون ريحها اقتحمت البحر في إثرها حتى خاضوا كلهم البحر، وجاء ميكائيل على فرس خلف القوم يستحثهم ويقول لهم: الحقوا بأصحابكم.

حتى إذا خرج جبريل من البحر وهمّ أولهم أن يخرج، أمر الله تعالى البحر أن يأخذهم، فالتطم عليهم فغرَّقهم أجمعين، وذلك بمرأى من بني إسرائيل، وذلك قوله -عزَّ وجلَّ-: {وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ} إلى مصارعهم (١).

٥١ - [الآية: ٥١] قوله -عزَّ وجلَّ-: {وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً}. الآية

وذلك أن بني إسرائيل لما أمِنوا من عدوهم ودخلوا مصر لم يكن لهم كتابٌ ولا شريعة ينتهون إليها، فوعد الله تعالى موسى أن ينزل عليه التوراة، فقال موسى لقومه: إني ذاهب لميقات ربي، وآتيكم بكتابٍ فيه بيان ما تأتون وما تذرون، وواعدهم أربعين ليلةً، ثلاثين من ذي القعدة وعشرًا من ذي الحجة، واستخلف عليهم أخاه هارون، فلما أتى الوعد جاء جبريل -عليه السلام- على فرس يقال له: فرس الحياة، لا يصيب شيئًا إلَّا حيّ، ليذهب بموسى إلى ربّه، فلما رآه السامري وكان رجلًا صائغًا من أهل (٢) باجرمى (٣)، واسمه


(١) "جامع البيان" للطبري ١/ ٢٧٧، "تاريخ الرسل والملوك" للطبري ١/ ٢٤٥ - ٢٤٩، "تفسير القرآن العظيم" لابن أبي حاتم ١/ ١٦٢ - ١٦٣، "معالم التنزيل" للبغوي ١/ ٩٣ - ٩٤، "تفسير القرآن العظيم" لابن كثير ١/ ٣٩٨ - ٣٩٩، "البداية والنهاية" لابن كثير ١/ ٢٧٢، "الدر المنثور" ١/ ١٣٤.
(٢) في (ف): آل.
(٣) قال ياقوت الحموي: باجَرْما: بفتح الجيم، وسكون الراء، وميم، وألف =

<<  <  ج: ص:  >  >>