للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

طريق، وأرسل الله -عزَّ وجلَّ- الريح والشمس على قعر البحر فصار (١) يبسًا.

وقال سعيد بن جبير: أرسل معاوية إلى ابن عباس فسأله (٢) عن مكان لم تطلع فيه الشمس إلَّا مرة واحدة فكتب إليه: أنه المكان الذي انفلق من البحر لبني إسرائيل. فخاضت بنو إسرائيل البحر، كل سبطٍ في طريق، وعن جانبيهم الماء، كالجبل الضخم، ولا يرى بعضهم بعضًا، فخافوا وقال كل سبطٍ: قد قُتِل إخواننا، فأوحى الله تعالى إلى جبال الماء أن تشبكي فصار الماء شبكات، يرى بعضهم بعضًا ويسمع بعضهم كلام بعض، حتى عبروا البحر سالمين، فذلك قوله -عزَّ وجلَّ-: {فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ} أي: فلقنا (٣) وميزنا الماء يمينًا وشمالًا {فَأَنْجَيْنَاكُمْ} من آل فرعون والغرق {وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ} وذلك أنَّ فرعون لما وصل إلى (٤) البحر فرآه منفلقًا قال (٥) لقومه: انظروا إلى البحر انفلق لهيبتي حتى أدرك أعدائي وعبيدي الذين أبقوا مِني (٦) فأقتلهم، ادخلوا البحر. فهاب قومُه أن يدخلوه، ولم يكن في خيل فرعون أنثى، وإنما كانت كلها ذكورًا، فجاء جبريل -عليه السلام- على فرس أنثى وديق (٧) فتقدمهم وخاض البحر،


(١) في (ج): حتى صار، وفي (ش): فصارت.
(٢) في (ش)، و (ف): يسأل، وفي (ج) و (ت): يسأله.
(٣) في (ف): قلبنا.
(٤) ساقطة من (ش).
(٥) في (ج): فقال.
(٦) ساقطة من (ف)، (ت).
(٧) الفرس الوديق: هي التي تشتهي الفعل. "لسان العرب" لابن منظور ١٥/ ٢٥٦ (ودق).

<<  <  ج: ص:  >  >>