للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أقسمتم يا أهل النار أنهم لا يُنالهم الله برحمة، ثمّ قالت الملائكة لأصحاب الأعراف: ادخلوا الجنّة الآية (١).

٥٠ - قوله - عَزَّ وَجَلَّ - {وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا}

صبّوا وأوسعوا {عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ} من طعام الجنّة {قَالُوا إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا} يعني الماء والطعام {عَلَى الْكَافِرِينَ}، قال أبو الجوزاء: سألت ابن عباس - رضي الله عنهما -: أي: الصدقة أفضل؟ قال: الماء، أما رأيت أهل النار لما استغاثوا بأهل الجنّة قالوا أفيضوا علينا من الماء؟ . (٢)

٥١ - قوله - عَزَّ وَجَلَّ -: {الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا}

وهو ما زيّن لهم الشيطان من تحريم البحيرة والسائبة والوصيلة والحام، والمكاء والتصدية (٣) حول البيت، وسائر الخصال الرديئة الدنيئة التي كانوا يفعلونها في الجاهلية، والدِّين كل ما أطيع به والتزم من حق أو باطل، وقال أبو رَوْق دينُهم. أي: عيدُهم (٤) {وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ نَنْسَاهُمْ} نتركهم في النار {كَمَا نَسُوا


(١) "تفسير مقاتل" ٢/ ٣٩.
(٢) أورده ابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ٥/ ١٤٩٠ عن ابن عباس - رضي الله عنهما - إلَّا أن المسائل غير أبي الجوزاء.
(٣) المكاء: الصفير، والتصدية: التصفيق.
انظر: "معاني القرآن" للنحاس ٢/ ٣٧٠
(٤) ذكره ابن الجوزي في "زاد المسير" ٣/ ٢٠٩ عنه.

<<  <  ج: ص:  >  >>