للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا} (١)، و {كَبُرَ مَقْتًا} (٢).

قال المفسرون: {فَسَاءَ قَرِينًا} حيث يقول: {يَالَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ} (٣).

٣٩ - {وَمَاذَا} وما الذي {عَلَيْهِمْ لَوْ آمَنُوا بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقَهُمُ اللَّهُ وَكَانَ اللَّهُ بِهِمْ عَلِيمًا}.

٤٠ - {إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ}

نظم الآية: وماذا عليهم لو آمنوا بالله واليوم الآخر، وأنفقوا مما رزقهم الله (وكان الله بهم علِيمًا) (٤) فإن الله لا يظلم (مثقال ذرة) (٥) أي لا يبخس، ولا ينقص أحدًا من ثواب عمله شيئًا، {مِثْقَالَ ذَرَّةٍ}: وزن ذرة، بل يجازيه، ويثيبه عليها، وهذا مثل، يقول: إن الله لا يظلم مثقال ذرة مثلًا، فكيف بأكثر منها؟ !

والمراد من الكلام: أنَّه لا يظلم كثيرًا، ولا قليلًا؛ لأن الظلم بمثقال ذرة لا ينتفع به ظالم، ولا يتبين ضرره في مظلوم، ودليل هذا التأويل: قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا} (٦).


(١) النساء: ٦٩.
(٢) الصف: ٣.
(٣) الزخرف: ٣٨.
(٤) ساقطة من (م)، (ت).
(٥) ساقطة من (م)، (ت).
(٦) يونس: ٤٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>