للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقرأ الآخرون: (عالمُ) رفعا على الاستئناف إذ حَالَ بينهما كلام (١).

{لَا يَعْزُبُ} يغيب (٢) ويبعد (٣) {عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ} وزن نملة، وهذا (٤) مثل لأنه سبحانه لا يخفى عليه ما هو دون الذرة {فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ}.

٤ - {لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (٤)} (٥).


(١) والصواب من القول في ذلك أن كلّ هذِه القراءات الثلاث، قراءات مشهورات في قرّاء الأمصار متقاربات المعاني، فبأيتهنّ قرأ القارئ فمصيب، غير أن أعجب القراءات في ذلك: (عَلاّمِ الغَيْبِ) على القراءة التي وردت عن عامة قرّاء أهل الكوفة، فأما اختيار علام على عالم، فلأنها أبلغ في المدح. وأما الخفض فيها فلأنها من نعت الربّ، وهو في موضع الجرّ. وهو اختيار الطبري في "جامع البيان" ٢٢/ ٦٠.
(٢) في (م): لا يغيب.
(٣) رواه الطبري عن ابن عباس، ومجاهد، وقتادة. انظر: "جامع البيان" للطبري ٢٢/ ٦٠.
ومنه قول كعب بن سعد الغنوي: وأما جهله فعزيب.
يعني: أن الجهل غائب عنه ليس متّصفًا به.
(٤) في (م): وهو.
(٥) والجزاء هو الحكمة التي بينها الله تعالى من البعث وقيام الساعة، لينعم السعداء من المؤمنين، قال قتادة: أولئك لهم مغفرة لذنوبهم ورزق كريم في الجنة، وليعذب الأشقياء من الكافرين، لأنهما لا يستويان كما قال تعالى: {لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ (٢٠)}، وقال: {أَمْ نَجْعَلُ =

<<  <  ج: ص:  >  >>