للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

شيء، فبعث الله عليهم سحابة فالتجؤوا إلى ظلها يلتسمون الروح فبعث الله عليهم نارًا فأحرقتهم، فذلك قوله عز وجل {فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ} (١).

{وَإِنَّهُمَا} يعني: مدينة قوم لوط ومدينة أصحاب الأيكة {لَبِإِمَامٍ مُبِينٍ} بطريق (مبين) واضح مستبين، ويسمى الطريق إمامًا لأنه يؤتم به (٢).

٨٠ - قوله عز وجل {وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحَابُ الْحِجْرِ}

الوادي (٣)، وهي مدينة ثمود -قوم صالح عليه السلام- وهي فيما بين المدينة والشام {الْمُرْسَلِينَ} أراد صالحًا وحده (وإنما ذكر بلفظ الجمع؛ لأن من كذب رسولًا فقد كذب الرسل كلهم) (٤).

وروى عبد الله بن عمر وجابر بن عبد الله رضي الله عنهم قال: مررنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على الحجر فقال لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا


(١) الشعراء: ١٨٩.
(٢) قال الفراء: يقول: بطريق لهم يمرون عليها في أسفارهم، فجعل الطريق إمامًا لأنه يؤم وبُتَّبع، "معاني القرآن" ٢/ ٩١.
(٣) قال ياقوت: (والحجر) اسم ديار ثمود بوادي القرى بين المدينة والشام، قال الإصطخري: الحجر، قرية صغيرة قليلة السكان وهو من وادي القرى على يوم، بين جبال، وبها كانت منازل ثمود، قال الله عز وجل: {وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَارِهِينَ (١٤٩)} قال: ورأيتها مثل بيوتنا في أضعاف جبال، وتسمى تلك الجبال الأثالث، وإذا رأها الرائي من بعد ظنها متصلة، فإذا توسطها رأى كل قطعة منها منفردة بنفسها ...
قال جميل:
أقول لداعي الحب، والحجر بيننا ... ووداي القرى: لبيك لما دعانيا
"معجم البلدان" ٢/ ٢٢١.
(٤) قاله في "معالم التنزيل" للبغوي ٣/ ٥٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>