للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

١ - قوله {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (١)}

قد حرف تأكيد (١).


= البرودة لا يناسب كلام رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فهو معلوم من جهة إسناده ومن جهة متنه. ونظرًا لاتفاق الحفاظ بأن حديث أُبيّ بن كعب هذا موضوع فقد أصبح كل من أودعه في تفسيره كالثعلبي والواحدي والزمخشري مخطئًا في ذلك وعرضة للنقد. لكن من أبرز إسناده منهم كالثعلبي فهو أبسط لعذره، إذ أحال ناظره على الكشف عن سنده وإن كان لا يجوز السكوت عليه من غير بيانه. قال ابن حجر في "النكت على مقدمة ابن الصلاح" ٢/ ٨٦٣: والاكتفاء بالحوالة على النظر في الإسناد طريقة معروفة لكثير من المحدثين وعليها يحمل ما صدر عن كثير منهم من إيراد الأحاديث الساقطة معرضين عن بيانها صريحًا، وقد وقع هذا لجماعة من كبار الأئمة، وكان ذكر الإسناد عندهم من جملة البيان.
وأنبه إلى أنه لا يظن مما سبق أنه لم يصح في فضائل السور أحاديث بل إن فضائل القرآن وفضائل بعض السور والآيات معلومة بنصوص صحيحة مرفوعة إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -. قال السيوطي في "تدريب الراوي" ١/ ٢٩٠: وورد في فضائل السور أحاديث مفرقة بعضها صحيح وبعضها حسن وبعضها ضعيف وليس بموضوع .. فلا يتوهم أنه لم يصح في فضائل السور شيء .. وقد جمعت في ذلك كتابًا لطيفًا سميته "خمائل الزهر في فضائل السور".
للاستزادة انظر: "الموضوعات" لابن الجوزي ١/ ٣٩٠، "تنزيه الشريعة المرفوعة" للكناني ١/ ٢٨٥، "الفوائد المجموعة" للشوكاني (ص ٢٦٤)، "المنار المنيف" لابن القيم (ص ١١٥)، "اللآلئ المصنوعة" للسيوطي ١/ ٢٢٧، "التحديث بما قيل لا يصح فيه حديث" لبكر أبي زيد (ص ١٢٢).
(١) وهذا أحد معانيها وذلك أن جملة ما ذكره النحويون لـ (قد) خمسة معان:
١ - التوقع: وهو مع الماضي والمضارع.

<<  <  ج: ص:  >  >>