رابعًا: منهج الثعلبي في تقرير مسائل العقيدة والرد على الفرق (١)
القرآن الكريم قرَّر مسائل العقيدة وأصولها في آيات كثيرة، ومن يفسِّر كتاب الله الكريم لا بد أن يمرَّ بهذِه الآيات ويبيِّن عقيدته التي يدين الله عز وجل بها. والثعلبي في تفسيره "الكشف والبيان" قد تعرَّض عند تفسير الآية لما يتعلِّق بها من مسائل عقَديَّة.
حيث نراه يقرِّر هذِه المسائل ويبيِّن القول الذي يعتقده فيها، ويذكر الأدلة عليها من الكتاب والسنة، وسنستعرض بعض هذِه المسائل لنتعرف على طريقته وأسلوبه في عرضها:
[١ - مسألة: حقيقة الإيمان والإسلام]
عند قوله تعالى: {الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (٣)} [البقرة: ٣] عقد الثعلبي فصلًا في مسألة "الإيمان" حيث عرَّف الإيمان أولًا وأنَّ حقيقته التصديق بالقلب، وعلل لذلك، ودلل عليه بعدة آيات من القرآن. ثم بيَّن محل الإسلام من الإيمان، وأنَّ كل إيمان إسلام، وليس كل إسلام إيمانًا. واستدل على ذلك بعدة أدلة من الكتاب والسنة.
ثم ذكر أنَّ إقرار اللسان، وأعمال الأبدان تسمى إيمانًا. واستدل على ذلك بعدة أحاديث.