للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

١٠ - قوله -عز وجل-: {تَبَارَكَ الَّذِي إِنْ شَاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْرًا مِنْ ذَلِكَ}

مما قالوا (عن مجاهد) (١) (٢).

وروى عكرمة عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: يعني خيرًا من المشي في الأسواق والتماس المعاش (٣).

ثم بين ذلك الخير ما هو فقال: {جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَيَجْعَلْ لَكَ قُصُورًا} أي: بيوتًا مشيدة، وسمي قصرًا لأنه قصر، أي: حبس ومنع من الوصول إليه (٤).

واختلف القراء في قوله تعالى: {ويَجعَلْ} فرفع لامه ابن عامر وابن كثير وعاصم برواية أبي بكر والمفضل (٥).


(١) من (م)، (ح).
(٢) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ١٨/ ١٨٥، وابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ٨/ ٢٦٦٦ كلاهما من طريق ابن أبي نجيح عنه، وأخرجه الطبري أيضًا من طريق ابن جريج عنه ١٨/ ١٨٥. ونسبه ابن فورك في "تفسيره" ٣/ ١٧/ أإليه. وهذا القول رجحه الطبري في "جامع البيان" ١٨/ ١٨٥ وقال: لأن المشركين إنما استعظموا ألا تكون له جنة يأكل منها وأن لا يلقى إليه كنز واستنكروا أن يمشي في الأسواق وهو لله رسول، فالذي هو أولى بوعد الله إياه أن يكون وعدًا مما هو خير مما كان عند المشركين عظيمًا لا مما كان منكرًا عندهم.
(٣) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ١٨/ ١٨٥ من طريق سعيد بن جبير أو عكرمة عنه.
(٤) وكانت العرب تسمي كل بيت مشيّد قصرًا.
انظر: "جامع البيان" للطبري ١٨/ ١٨٦، "تفسير القرآن العظيم" لابن أبي حاتم ٨/ ٢٦٦٦، "تفسير مقاتل" ٣/ ٢٢٨، "معجم مقاييس اللغة" لابن فارس ٥/ ٩٦، "لسان العرب" لابن منظور ٥/ ١٠٠ (قصر).
(٥) وافقهم ابن محيصن على الاستئناف والقطع مما قبله، وفيه معنى الحتم ليس =

<<  <  ج: ص:  >  >>