وهكذا. وقد يترتب على هذا اختلاف في بعض ألفاظ الحديث من طريق إلى آخر.
مثال ذلك: حديث عبادة بن الصامت في قراءة الفاتحة خلف الإمام في الصلاة. حيث روى الثعلبي هذا الحديث من ثلاث طرق، ذكرها في ثلاثة مواضع متفرقة.
الأول: من طريق عبد الرحمن بن بشر، عن سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن محمود بن الربيع، عن عبادة بن الصامت مرفوعًا:"لا صلاة لمن لم يقرأ بأم القرآن".
والثاني: من طريق الشافعي، عن سفيان، به.
والثالث: من طريق محمد بن إسحاق، عن مكحول، عن محمود ابن الربيع عن عبادة بن الصامت قال: صلي بنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صلاة الصبح، فثقلت عليه القراءة، فلما انصرف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من صلاته أقبل علينا بوجهه فقال:"إني لأراكم تقرأون خلفي". قلنا: أجل يا رسول الله هذا. قال:"فلا تفعلوا إلا بأم القرآن، فإنه لا صلاة لمن لم يقرأ بها".
٧ - يذكر أحيانًا بعض الأحاديث معلَّقة (١)، فيحذف أول السند، ثم يذكر بقيته: مثال ذلك:
قوله: وقد روى يحيى بن سعيد، عن محمد بن
(١) الحديث المعلَّق هو: ما حذف من أول إسناده واحد فأكثر، وكأنه مأخوذ من تعليق الجدار لقطع الاتصال فيهما. "تدريب الراوي" للسيوطي ١/ ٢١٩.