للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال: {وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا (١٥)} (١) ويقال: قسط البعير، يقسط، قسطًا إذا يبست يده، ويد قسطاء، أي: يابسة، فكأن أقسط (٢) أقام الشيء على حقيقته في العدل، وكأن معنى قسط: جار، أي: يبس الشيء، وأفسد جهته المستقيمة (٣).

١٣٦ - قوله -عز وجل-: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ}

قال الكلبي (٤): عن أبي صالح (٥)، عن ابن عباس: نزلت هذه الآية في عبد الله بن سلام، وأسد، وأسيد ابني كعب، وثعلبة بن قيس، وسلام بن أخت عبد الله بن سلام، وسلمة بن أخيه، ويامين بن يامين، فهؤلاء مؤمنو أهل الكتاب، أتوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقالوا: يا رسول الله، إنا نؤمن بك، وبكتابك، وبموسى، والتوراة وعزير، ونكفر بما سواه من الكتب والرسل، فقال لهم النبي - صلى الله عليه وسلم -: "بل امنوا بالله، ورسوله محمد، وكتابه القرآن، وبكل كتاب كان قبله". فقالوا: (يا رسول الله) (٦) لا نفعل، فأنزل الله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا} بمحمد، والقرآن، وموسى، والتوراة، {آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ} محمد، {وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ} يعني: القرآن،


(١) الجن: ١٥.
(٢) في (م): إذا.
(٣) هذه المسألة نقلها المصنف من "معاني القرآن" للزجاج ٢/ ١١٧.
(٤) متهم بالكذب، ورُمي بالرفض.
(٥) ضعيف، يرسل.
(٦) ما بين القوسين ساقط من (م)، (ت).

<<  <  ج: ص:  >  >>