للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال بعضهم: معناه {وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ} يعني: الظفر والغنيمة {يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ} يعني: القتل والهزيمة (١)، {يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِكَ} أي: أنت الذي حملتنا عليه، يا محمد {قُلْ}: لهم، يا محمد، {كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ} أي: الحسنة والسيئة كلها من عند الله، ثم عيرهم بالجهل، فقال {فَمَالِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ} يعني: المنافقين واليهود {لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا} أي: ليسوا يفقهون قولًا، إلا التكذيب بالنعم. قال الفراء: قوله: {فَمَالِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ} كثرت في الكلام، حتى توهموا أن اللام متصلة بـ (ما)، وأنها حرف واحد، ففصلوا اللام مما خفضت في بعضه، ووصلوها في بعضه، والاتصال القراءة، ولا يجوز الوقف على اللام؛ لأنها لام خافضة (٢).

٧٩ - {مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ}

أي: من خير ونعمة {وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ} أي: بلية، وأمر تكرهه {فَمِنْ نَفْسِكَ} أي: بذنوبك، وأنا الذي قدرتها عليك، والخطاب للنبي - صلى الله عليه وسلم - والمراد به غيره (٣)، ونظيره قوله تعالى: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ} (٤).


(١) انظر: "جامع البيان" للطبري ٥/ ١٧٤، "زاد المسير" لابن الجوزي ٢/ ١٣٨.
(٢) "معاني القرآن" ١/ ٢٧٨.
(٣) هذا معنى كلام الزجاج في "معاني القرآن" ٢/ ٨٤.
(٤) الشورى: ٣٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>