للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال وهب بن منبه: لمَّا ولد عيسى عليه السلام أتت الشياطين إبليس، فقالوا: أصبحت الأصنام منكَّسة، فقال: هذا لحادث حدث، وقال: مكانَكم، وطار، حتَّى جاء خافقي (١) الأرض فلم يجد شيئًا، ثم جاء البحار، فلم يجد شيئًا (٢)، ثم طار، فمرَّ على بيت المقدس، فوجد عيسى عليه السلام قد ولد، وإذا الملائكة قد حَفَّت حوله، فلم يصل إليه إبليس. فرجع إليهم، فقال: إن نبيًّا قد ولد البارحة، وما حملت أنثى قط، ولا وضعت، إلَّا وأنا بحضرتها، إلَّا هذِه، فأيسوا أن تعبد الأصنام بعد هذِه الليلة، ولكن ائتوا بني آدم من قبل الخفة (٣) والعجلة (٤).

٣٧ - (قوله عز وجل) (٥): {فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ}

أي (٦): فتقبَّل الله تعالى مريم من أمها حنَّة، ورضيها، وأخذها


= العظيم" ٢/ ٦٣٨ عن قتادة مثله، وفيه: يصيبها بدلًا من يصيبه.
وأخرج الطبري في "جامع البيان" ٣/ ٢٤٠ عن الربيع بن أنس نحوه، وهو مرسل.
(١) الخاففان: أُفق المشرق والمغرب، وقيل: هما طرفا السماء والأرض.
انظر: "لسان العرب" لابن منظور ١٠/ ٨٣ (خفق)، "معجم مقاييس اللغة" لابن فارس ٢/ ٢٠١ (خفق).
(٢) من (ن).
(٣) في الأصل: النفخة. والمثبت من (س)، (ن).
(٤) هذا قول لوهب، لم يرفعه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولا إلى أحد من الصحابة، فهو موقوف عليه، وقول وهب أخرجه عبد الرزاق في "تفسير القرآن" ١/ ١١٩، والطبري في "جامع البيان" ٣/ ٢٤٠ عنه.
(٥) من (س).
(٦) من (س)، (ن).

<<  <  ج: ص:  >  >>