للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال قوم: هو إرادة الله الانتقام من العصاة.

وقيل: هو جنس من العقاب يضاد الرضا.

وقيل: هو ذم العصاة على قبيح أفعالهم.

والحق في هذا المقام أن يقال: إن الآية دلت على أن الله جل شأنه من صفاته الغضب؛ فنثبت صفة الغضب لله سبحانه على ما يليق بجلاله، من غير تحريف ولا تعطيل، ولا تكييف ولا تمثيل.

[٣ - تفسير الإله بالقادر على الاختراع]

فقد قال عند تفسير لفظ الجلالة: وقال قوم: إلهيته من صفات ذاته، وهي قدرته على الاختراع.

وتفسير الإله، بالقادر على الاختراع، هو منهج المتكلمين، كما حكاه عنهم شيخ الإسلام ابن تيمية.

ولذا ذكر الواحدي في "البسيط" هذا القول وقال: وعند متكلمي أصحابنا: أن الإله من له الإلهية، والإلهية القدرة على اختراع الأعيان (١).

[٤ - نفي صفة الإتيان والمجيء لله عز وجل]

عند قوله: {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ} [البقرة: ٢١٠] نراه يحاول تأويل الآية بتقدير أن (في) بمعنى الباء، ثم قال: وعلى هذا التأويل زال الإشكال، وسهل الأمر. ثم ذكر قول أبي الحسن الأشعري دون التصريح باسمه، ومال إليه، فقال: وقالت


(١) "البسيط" ١/ ٤٥٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>