للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٣٥ - {وَقَالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا}

منكم ولو لم يكن راضيًا بما نحن عليه من الدين والعمل لم يخولنا الأموال والأولاد {وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ} كما تقولون (١).

٣٦ - {قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ}

وليس يدل ذلك على العواقب والمنقلب (٢).

{وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} أنها كذلك.

٣٧ - {وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَى} (٣)


= لأبي سفيان حين سأله عن تلك المسائل قال فيها: وسألتك أضعفاء النَّاس اتبعه أم أشرافهم؟ فزعمت بل ضعفاؤهم وهكذا أتباع الرسل.
انظر: "تفسير القرآن العظيم" لابن كثير ١١/ ٢٩٠.
(١) افتخر الكفار بكثرة الأموال والأولاد، واعتقدوا أن ذلك دليل على محبة الله تعالى لهم واعتنائه بهم، وأنه ما كان ليعطيهم هذا في الدنيا ثم يعذبهم في الآخرة، وهيهات لهم ذلك قال الله تعالى: {فَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ (٥٥)}.
انظر: "تفسير القرآن العظيم" لابن كثير ١١/ ٢٩١.
(٢) أي: يعطي المال لمن يحب ومن لا يحب، فيفقر من يشاء ويغني من يشاء، وله الحكمة التامة البالغة والحجة القاطعة الدامغة.
(٣) قال جل ثناؤه: {وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَى} ولم يقل باللتين، وقد ذكر الأموال والأولاد، وهما نوعان مختلفان لأنه ذكر من كل نوع منهما جمع يصلح فيه التي، ولو قال قائل: أراد بذلك أحد النوعين لم يبعد قوله، وكان ذلك كقول الشَّاعر:
نَحْنُ بِمَا عِنْدَنا، وأنْتَ بِمَا ... عِنْدَكَ رَاضٍ والرأيُ مُخْتَلِفُ
ولم يقل: راضيان. انظر: "جامع البيان" للطبري ٢٢/ ١٠٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>