للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فإذا دخل أهلُ (١) الجنّةِ الجنّةَ، وأهلُ النارِ النارَ (٢)، فدخلوا منازلهم رفعت الجنّة لأهل النار فرأوا منازلهم فيها فقيل لهم هذِه منازلكم لو عملتم بطاعة الله -عزَّ وجلَّ- {لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا} (٣)، ثمّ يقال: يا أهل الجنّة أورثتموها {بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}، فيُقْسَم بين أهل الجنّة منازلهم، ونودوا: أن صحوا فلا تسقموا، واخلدوا فلا تموتوا، وانعموا فلا تبأسوا، وشبّوا فلا تهرموا (٤).

٤٤ - قوله - عَزَّ وَجَلَّ - {وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَنْ قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا}

من الثواب {حَقًّا} صدقًا (٥) {فَهَل وَجَدتُم مَّا وَعَدَ رَبُّكُمْ} من العذاب


= حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ٥/ ١٤٨١ كلاهما عن السدي، ولفظ المصنف موافق لرواية الطبري.
ولكن يشهد لهذا الأثر ما أخرجه ابن ماجة في "السنن" كتاب الزهد باب صفة الجنّة (٤٣٤١) عن أَبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا لَهُ مَنْزِلان مَنْزِلٌ فِي الجَنَّةِ وَمَنْزِلٌ فِي النَّارِ فَإِذَا مَاتَ فَدَخَلَ النَّارَ وَرِثَ أَهْلُ الجَنَّةِ مَنْزِلَهُ فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: {أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ} [المؤمنون: ١٠] ".
صححه الألباني في "صحيح سنن ابن ماجة" ٢/ ٤٣٨.
(١) من (ت) و (س).
(٢) من (ت) و (س).
(٣) من (ت).
(٤) هذا الأثر: (ونودوا) إلى (فلا تهرموا) حديث صحيح، أخرجه مسلم في باب في دوام نعيم الجنّة (٥٠٦٩) عن أبي هريرة وأبي سعيد - رضي الله عنهما - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٤٣)} قال: "نودوا: أن صحوا فلا تسقموا، وأنعموا فلا تبأسوا، وشبوا فلا تهرموا، واخلدوا فلا تموتوا".
(٥) من (ت) و (س).

<<  <  ج: ص:  >  >>