للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ثم عزّاهم تعالى فقال عز وجل:

٣ - {وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا}

في قولهم: آمنا {وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ} (١) والله عالم بهم قبل الاختبار، وعلمه قديم تام، وإنما معنى ذلك: فليظهرن الله ذلك حتى يوجد معلومه (٢)، قال مقاتل: فليرينّ الله (٣).

الأخفش: فليميزنّ الله (٤)، وقال القتيبي: علم الله نوعان:


(١) في هامش نسخة (س) ورد التالي: وقرأ الجمهور {وَلَيَعْلَمَنَّ} بفتح الياء واللام الثانية، ومعنى ذلك ليُظْهرنْ علمه ويوجد ما علمه أزلًا، وذلك أن علمه بذلك قديم، وإنما هو عبارة عن الإيجاد بالحالة التي تضمنها العلم القديم، والصدق والكذب على بابهما، أي: من صدق فعله وقوله ومن كذب، ونظيرها قول زهير ابن عطية:
ليث بعثر يصطاد الرجال إذا ... ما كذب الليث عن أقرانه صدقا
وانظر: "المحرر الوجيز" لابن عطية ٤/ ٣٦٠.
(٢) معنى الآية: ليعلم الذين صدقوا في دعوى الإيمان ممن هو كاذب في قوله ودعواه، والله سبحانه وتعالى يعلم ما كان وما يكون وما لم يكن لو كان كيف يكون، وهذا مجمع عليه عند أهل السنة والجماعة، وبهذا يقول ابن عباس وغيره في مثل قوله {إِلَّا لِنَعْلَمَ} إلَّا لنرى ذلك، وذلك لأن الرؤية تتعلق بالموجود، وعلم الله أعم من الرؤية فإنه يتعلق بالمعدوم والموجود. قاله ابن كثير في "تفسير القرآن العظيم" ١٠/ ٤٩٣.
(٣) انظر: "تفسير مقاتل" ٣/ ٣٧٢، ونسبه له البغوي في "معالم التنزيل" ٦/ ٢٣٢، والرازي في "مفاتيح الغيب" ٢٥/ ٢٩.
(٤) لم أجده عن الأخفش في "معاني القرآن"، وقد ذكره ولم ينسبه البغوي في "معالم التنزيل" ٦/ ٢٣٢، والرازي في "مفاتيح الغيب" ٢٥/ ٢٩.
في هامش نسخة (س) ورد التالي: فليعلمن الله الامتحان الذين صدقوا في =

<<  <  ج: ص:  >  >>