الثاني: وجودها في العلم والتصور وهذا معنى قول من قال من السلف والخلف إنه ما في قلوب عابديه وذاكريه من معرفته وذكره ومحبته وإجلاله وتعظيمه، وهذا الذي في قلوبهم من المثل الأعلى لا يشترك فيه غيره معه، بل يختص به في قلوبهم كما اختص في ذاته، وهذا معنى قول من قال من المفسرين أهل السماء يعظمونه ويحبونه ويعبدونه وأهل الأرض يعظمونه ويجلونه ... الثالث: ذكر صفاته والخبر عنها وتنزيهها عن النقائص والعيوب والتمثيل. الرابع: محبة الموصوف بها وتوحيده والإخلاص له والتوكيل عليه والإنابة إليه، وكلما كان الإيمان بالصفات أكمل كان هذا الحب والإخلاص أقوى. فعبارات السلف تدور حول هذِه المعاني الأربعة لا تتجاوزها، "الصواعق المرسلة" لابن القيم ٣/ ١٠٣٣. (١) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٢١/ ٣٨، وذكره البغوي في "معالم التنزيل" ٦/ ٢٦٨، وزاد السيوطي في "الدر المنثور" ١١/ ٥٩٧ نسبته لابن أبي حاتم وابن المنذر، وكذا ذكره الشوكاني في "فتح القدير" ٤/ ٢٧٥ جميعهم عن ابن عباس. (٢) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٢١/ ٣٨، وذكره البغوي في "معالم التنزيل" ٦/ ٢٦٨ ونسباه لقتادة، أما الزمخشري في "الكشاف" ٣/ ٢٢١ فنسبه لمجاهد، والقرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ١٤/ ٢٢ نسبه لقتادة، وكذا ابن كثير في "تفسير القرآن العظيم" ١١/ ٢٤، وزاد في نسبته السيوطي في "الدر المنثور" ١١/ ٥٩٨ لابن أبي حاتم عن قتادة.