للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{فَأَنْتُمْ فِيهِ سَوَاءٌ} (١) (٢) (أي: أنتم وهم فِيه شرع سواء) (٣)، {تَخَافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ} قال ابن عباس: تخافونهم أنْ يرثوكم كما يرث بعضكم بعضًا (٤): وقيل: تخافون هؤلاء الشركاء أن يقاسموكم أموالكم كما يقاسم بعضكم بعضًا (٥)، وهذا معنى قول أبي مِجْلَز فإذا لم تخافوا هذا من مماليككم ولم ترضوا بذلك لأنفسكم فكيف رضيتم أن تكون آلهتكم التي تعبدونها لي شركاء؟ وأنتم وهم عبيدي وأنا مالككم جميعًا فكما لا يجوز استواء الملوك مع سيده فكذلك لا يجوز استواء المخلوق مع خالقه (٦)، ثم قال تعالى: {كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ}.


(١) في (س) بزيادة: وهم، للتفسير.
(٢) في (س)، (ح) بزيادة: شرع.
(٣) ما بين القوسين ساقط من (س)، (ح).
(٤) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٢١/ ٣٨، عن ابن عباس، وذكره ابن عطية في "المحرر الوجيز" ٤/ ٣٣٦ عنه.
(٥) ذكره الطبري في "جامع البيان" ٢١/ ٣٩ ولم ينسبه، وذكره ابن كثير في "تفسير القرآن العظيم" ١١/ ٢٤ - ٢٥.
(٦) قول أبي مجلز: أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٢١/ ٣٩ وهو: إن مملوكك لا تخاف أن يقاسمك مالك، وليس له ذلك، كذلك الله لا شريك له، وذكره ابن كثير في "تفسير القرآن العظيم" ١١/ ٢٥، ورجح الطبري هذا القول، وعلل ذلك بقوله: لأنه أشبههما بما دلَّ عليه ظاهر الكلام. . . -ثم قال- فالخيفة التي ذكرها الله تعالى ذكره بأن تكون خيفة مما يخاف الشريك من مقاسمة شريكه المال الذي بينهما إياه؛ أشبه من أن تكون خيفة منه يرثه؛ لأن ذكر الشركة لا يدل على خيفة الوراثة، وقد يدلُّ على خيفة الفراق والمقاسمة.

<<  <  ج: ص:  >  >>