للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٨ - قوله عز وجل {مَا نُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ}

قرأ أهل الكوفة (١) -إلا أبا بكر- (ما نُنزِل) بضم النون الأولى وفتح النون الثانية وكسر الزاء و (الملائكةَ) نصبًا وقرأ الباقون: بفتح التاء والزاء و (الملائكة) رفعًا، واختاره أبو عبيد وقرأ أبو بكر بتاء مضمومة وفتح الرّاء و (الملائكة) رفعًا، وقرأ الباقون: بفتح التاء والزاء و (الملائكة) رفعًا، واختاره أبو حاتم اعتبارًا بقوله عز وجل {تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ} (٢) {إِلَّا بِالْحَقِّ} بالعدل (و) لو نزلت {وَمَا كَانُوا إِذًا مُنْظَرِينَ}.

٩ - {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ}

القرآن {وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} من الباطل ومن الشياطين وغيرهم أن يزيدوا فيه أو ينقصوا منه أو يبدلوا حرفًا، نظيره قوله عز وجل: {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ} (٣) وقيل: إن الهاء في قوله {لَهُ} راجعة إلى محمَّد - صلى الله عليه وسلم -، يعني: وإنا لمحمد لحافظون ممن أراده


(١) يعني حمزة والكسائي وحفص، وحجتهم قوله تعالى {وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةَ} [الأنعام: ١١١] , وقوله تعالى {وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْمَلَائِكَةُ} [الفرقان: ٢١] , فلما كانت الملائكة مفعولين منزلين بإجماع رد ما اختلف فيه إلا ما أجمع عليه. "الحجة" لابن زنجلة (ص ٣٨١)، (والكوفة) في الأصل: الرملة الحمراء، وبها سميت، وهي مما مُصِّرَتْ زمن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - "شرح طيبة النشر" لابن الجزري (ص ١٠)، وقال البغدادي: العصر المشهور بأرض بابل من سواد العراق، سميت الكوفة لاستدارتها أو لاجتماع الناس بها، وقيل: سميت بموضعها من الأرض الرملي يخالطها الحصى، "مراصد الإطلاع" لابن عبد الحق ٣/ ١١٨٧.
(٢) القدر: ٤.
(٣) فصلت: ٤٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>