للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

١٣١ - {وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ}

عبيدًا، وملكًا {وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ} يعني: أهل التوراة والإنجيل، وسائر الكتب المتقدمة في كتبهم، {وَإِيَّاكُمْ} يا أهل القرآن في كتابكم، {أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ} أي: وحدوا الله، وأطيعوا، ولا تشركوا به شيئًا، {وَإِنْ تَكْفُرُوا} بما أوصاكم الله به {فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ} يعني: فإن لله ملائكة، هم أطوع له منكم، {وَكَانَ اللَّهُ غَنِيًّا حَمِيدًا} غنيًا عن جميع خلقه، غير محتاج إلى طاعتهم، وإلى ما في الأرض، وما في أيديهم.

وحقيقة الغنى عند أصحاب الصفات (١): من له غنى، والغنى هو: القدرة على ما تريد، والغني: القادر على ما يريد، ثم ينظر فإن كان القادر ممن تجوز الحاجة عليه وسمناه (٢) بذلك، وإن كان ممن لا يجوز الوصف بالحاجة عليه لم نصفه به (٣)، والفقر: العجز عن ذلك، وعدمه، وإلى هذا ذهب الكعبي أيضًا.

وقال الجبائي: إن معنى الوصف لله بأنه غني هو أنه لا تصل إليه المنافع والمضار، ولا تجوز عليه اللَّذات، والسرور، والآلام، والأول أصوب، لانطلاق ذلك في الشاهد، والغائب، وإطلاق المسلمين بعضهم لبعض أنه غني، وفقير (٤)، والله أعلم.


(١) أي: المتكلمين.
(٢) في (م): وصفناه.
(٣) في (م): بذلك.
(٤) المصنف هنا رحمه الله جانب الصواب في بيان معنى صفة الغنى لله تعالى، وأهل =

<<  <  ج: ص:  >  >>