للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٢ - قوله- {تِلْكَ}

أي هذِه الآيات.

{آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ}.

٣ - قوله عز وجل {لَعَلَّكَ بَاخِعٌ}


= قلت: اختلف العلماء في الحروف المقطعة التي في أوائل السور على قسمين:
قسم قالوا هي مما استأثر الله بعلمه فردوا علمها إلى الله ولم يفسروها.
وقسم فسروا هذِه الأحرف وهؤلاء اختلفوا في تفسيره اختلافًا كبيرًا وهي اجتهادات من بعض السلف قد لا تصح عن قائليها وفي بعضها معان باطلة واجتهادات ليس لها مستند، والأسلم رد علمها على الله وهذا ما اختاره الخلفاء الراشدون وابن مسعود والثوري، قال الشعبي رحمه الله: إن سر هذا القرآن في فواتح السور "الدر المنثور" للسيوطي ١/ ٥٩.
مع الإيمان أن لهذِه الأحرف حكمة وهي التحدي والإعجاز واستقراء القرآن يدل على ذلك فما ذكر الله الأحرف المقطعة إلا وأعقبها بذكر الانتصار للقرآن.
قال الشوكاني: فاعلم أن من تكلم في بيان معاني هذِه الحروف جازمًا بأن ذلك هو ما أراده الله فقد غلط أقبح الغلط وركب في فهمه ودعواه أعظم الشطط ... والذي أراه لنفسي ولكل من أحب السلامة واقتدى بسلف الأمة ألا يتكلم بشيء من ذلك مع الاعتراف بأن في إنزالها حكمة لا تبلغها عقولنا ولا تهتدي إليها أفهامنا.
وقال ابن كثير في "تفسير القرآن العظيم" ١/ ٢٥٥: لخص بعضهم في هذا المقام كلامًا فقال: لا شك أن هذِه الحروف لم ينزلها - صلى الله عليه وسلم - عبثًا ولا سدى ... فتعين أن لها معنى في نفس الأمر، فإن صح لنا فيها عن المعصوم شيء قلنا به وإلا وقفنا وقلنا {آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا} ولم يجمع العلماء على شيء معين وإنما اختلفوا، فمن ظهر له بعض الأقوال بدليل فعليه اتباعه وإلا فالوقف حتى يتبين هذا المقام.
وانظر: "جامع البيان" للطبري ١/ ٨٦، "أضواء البيان" للشنقيطي ٣/ ٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>