للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{فَاخْرُجْ} يعني: من هذِه المدينة {إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ}.

٢١ - قوله تعالى: {فَخَرَجَ}

يعني: موسى -عليه السلام- {مِنْهَا} أي: من مدينة فرعون {خَائِفًا يَتَرَقَّبُ} ينتظر الطلب {قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}.

٢٢ - قوله -عز وجل-: {وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاءَ مَدْيَنَ}

أي: نحوها وقصدها ماضيًا إليها خارجًا عن سلطان فرعون، يقال: داره تلقاء دار فلان إذا كان محاذيتها، وأصله من اللقاء ولم يَصرف مدين؛ لأنها اسم بلدة معروفة (١).

قال الشاعر:

رُهْبَانُ مَدْيَن لو رأوك تنزلوا ... ... والعصم من شعف العقول (٢) الفادر (٣)


= حجر ٦/ ٤٢٥ أيضًا، ومناسبة البيت أنه شاهد تغيّرًا في القيم الاجتماعية، ورأى أن الناس قد أحدثوا أمورًا جديدة لم يرها من قبل فقد نزعوا إلى الجدل في أُمور العقائد كالقضاء والقدر، وشئون السياسة والحكم كالخلافة وإلى ذلك كله يُشير بقوله: أحدثوا شيبة، وهي الأخلاق التي لم تعرف من قبل في حياة الرسول - صلى الله عليه وسلم - وفي حياة الخلفاء الراشدين، ويؤتمر: الآئتمار هو التشاور والجدل وعرض الآراء المختلفة، وكلّ هذِه شواهد على الفرقة والتشيع.
(١) ولأنها اسم أعجمي. انظر: "أوضح المسالك" لابن هشام ٤/ ١١٥.
(٢) وردت في الأصل، (س)، (ح) بلفظ: الجبال، والتصويب من مصادر التخريج.
(٣) العُصْمُ: جمع أعصم وهو الوعل في ذراعه بياض، والوعل ذكر الأَرْوى، والأروى: غنم الجبل، والشَعَف: جمع شَعفة، وهو رأس الجبل، والعقول الفادر: هو الوعل العاقل في الجبل أي: المتحصّن من الجبل لكبر سنة، والفادر: المسن من الوعول. =

<<  <  ج: ص:  >  >>