للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

١٧٥ - (قوله عز وجل) (١): {إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ}

يعني: ذلك الَّذي قال لكم: {إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ} من فعل الشيطان ألقى في أفواههم لترهبوهم وتجبنوا عنهم (٢) {يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ} أي: يخوفكم بأوليائه، يعني: يخوف المؤمنين بالكافرين، قال السدي: يعظم أولياءه في صدورهم (٣) ليخافوهم (٤)، نظيره قوله تعالى: {لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا} (٥) أي: ببأس، وقوله: {لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ} (٦) أي: بيوم التلاق، وقوله: {وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ} (٧) (٨).

وقال بعضهم: معناه: يخوف الناس أولياءه، كقول القائل وهو يعطي الدراهم، ويكسو الثياب، بمعنى هو يعطي الناس الدراهم ويكسو الناس الثياب (٩) يدل عليه قراءة عبد الله (١٠) بن


(١) من (س).
(٢) انظر: "تفسير القرآن" لأبي المظفر السمعاني ١/ ٣٨١ - ٣٨٢، "الوجيز" للواحدي ١/ ٢٤٤، "المحرر الوجيز" لابن عطية ٣/ ٤٢٨.
(٣) في الأصل: صدوركم. والمثبت من (س)، (ن).
(٤) انظر: "الوسيط" للواحدي ١/ ٥٢٣، "الوجيز" للواحدي ١/ ٢٤٤، "تفسير القرآن" للسمعاني ١/ ٣٨٢.
(٥) الكهف: ٢.
(٦) غافر: ١٥.
(٧) الشورى: ٧.
(٨) انظر: "الكشاف" للزمخشري ١/ ٦٦٢، "البيان" لابن الأنباري ١/ ٢٣١، "الدر المصون" للسمين الحلبي ٣/ ٤٩٣.
(٩) هو قول إبراهيم النخعي كما في "تفسير القرآن" للسمعاني ١/ ٣٨٢.
وانظر: "اللباب" لابن عادل الدمشقي ٦/ ٦٣ - ٦٥.
(١٠) من (س)، (ن).

<<  <  ج: ص:  >  >>