(١) قال الطبري في "جامع البيان" ٢٢/ ٨٧: والصواب من القول في ذلك عندي أنهما قراءتان معروفتان متقاربتا المعنى وذلك أن إبليس قد صدَق على كفرة بني آدَمَ في ظنه، وصدق عليهم ظنّه الذي ظنّ حين قال: {ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ}، وحين قال: {وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ} الآية، قال ذلك عدوّ الله، ظنا منه أنَّه يفعل ذلك لا علمًا، فصار ذلك حقًا باتباعهم إياه، فبأيّ القراءتين قرأ القارئ فمصيب. فإذا كان ذلك كذلك، فتأويل الكلام على قراءة من قرأ بتشديد الدال: ولقد ظنّ إبليس بهؤلاء الذين بدّلناهم بجنّتيهم جنتين ذواتي أكل خمط، عقوبة منا لهم، ظنا غير يقين، علم أنَّهم يتبعونه ويطيعونه في معصية الله، فصدق ظنه عليهم، بإغوائه إياهم، حتَّى أطاعوه، وعصوا ربهم، إلَّا فريقا من المُؤْمنين بالله، فإنهم ثبتوا على طاعة الله ومعصية إبليس. (٢) رواه الطبري في "جامع البيان" ٢٢/ ٨٨، عن قتادة. (٣) في (م): وما بعد.