للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقرأ الآخرون (صدَق) بالتخفيف (١)، أي: صَدَق عليهم في ظنه (عليهم) بهم، أي: على أهل سبأ.

وقال مجاهد: على النَّاس كلهم إلَّا من أطاع الله {فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}.

٢١ - قوله تعالى: {وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا} تسليطنا إياه عليهم.

{لِنَعْلَمَ} لنرى ونميز ونعلمه موجودًا ظاهرًا كائنًا موجبًا للثواب والعقاب (٢)، كما علمناه قبل معدومًا مفقودًا، بعد (٣) ابتلاء


= وعن ابن زيد: {وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ} قال: أرأيت هؤلاء الذين كرّمتهم عليّ، وفضلتهم وشرّفتهم، لا تجد أكثرهم شاكرين. وكان ذلك ظنا منه بغير علم، فقال الله: {فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}.
(١) قال الطبري في "جامع البيان" ٢٢/ ٨٧: والصواب من القول في ذلك عندي أنهما قراءتان معروفتان متقاربتا المعنى وذلك أن إبليس قد صدَق على كفرة بني آدَمَ في ظنه، وصدق عليهم ظنّه الذي ظنّ حين قال: {ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ}، وحين قال: {وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ} الآية، قال ذلك عدوّ الله، ظنا منه أنَّه يفعل ذلك لا علمًا، فصار ذلك حقًا باتباعهم إياه، فبأيّ القراءتين قرأ القارئ فمصيب. فإذا كان ذلك كذلك، فتأويل الكلام على قراءة من قرأ بتشديد الدال: ولقد ظنّ إبليس بهؤلاء الذين بدّلناهم بجنّتيهم جنتين ذواتي أكل خمط، عقوبة منا لهم، ظنا غير يقين، علم أنَّهم يتبعونه ويطيعونه في معصية الله، فصدق ظنه عليهم، بإغوائه إياهم، حتَّى أطاعوه، وعصوا ربهم، إلَّا فريقا من المُؤْمنين بالله، فإنهم ثبتوا على طاعة الله ومعصية إبليس.
(٢) رواه الطبري في "جامع البيان" ٢٢/ ٨٨، عن قتادة.
(٣) في (م): وما بعد.

<<  <  ج: ص:  >  >>