للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

حلفت كاذبًا، فأتيت موالي الميت فأخبرتهم أن عند صاحبي مثلها، فوثبوا إليه، وأتوا به إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسألهم البينة، فلم يكن، فأمر الموالي أن يحلفوا، فحلف عمرو والمطلب، فنزعت الخمسمائة من عدي، فرددت أنا الخمسمائة (١)، فذلك قوله عز وجل.

١٠٨ - {ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يَأْتُوا بِالشَّهَادَةِ عَلَى وَجْهِهَا}

أي: ذلك أجدر، وأحرى أن يأتي الوصيان بالشهادة على وجهها، وسائر الناس أمثالهم إذا خافوا رد اليمين، وإلزامهم الحق.

{أَوْ يَخَافُوا أَنْ تُرَدَّ أَيْمَانٌ بَعْدَ أَيْمَانِهِمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاسْمَعُوا وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ}.

واختلفوا في حكم هذِه الآية، فقال بعضهم: هي منسوخة، وروي ذلك عن ابن عباس (٢).

وقال الآخرون: هي محكمة، وهو الصواب (٣).

١٠٩ - {يَوْمَ} أي: اذكروا واحذروا يوم {يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ}

وهو (٤) يوم القيامة، {فَيَقُولُ} لهم {مَاذَا أُجِبْتُمْ} أي: ما الذي أجابتكم أمتكم؟ وما الذي رد عليكم قومكم حين دعوتموهم إلى


(١) فيه الكلبي متهم، بالكذب.
(٢) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٧/ ١٢٤، وابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ٤/ ١٢٣٥، من طريق العوفي، وهو ضعيف، كما سبق بيانه.
(٣) انظر: "الناسخ والمنسوخ" لأبي عبيد (ص ١٦٠)، "الناسخ والمنسوخ" للنحاس ٢/ ٣٠١، "نواسخ القرآن" لابن الجوزي (ص ٣٢١)، وهو الحق.
(٤) من (ت).

<<  <  ج: ص:  >  >>