وهذا تصريح بأن أعمالهم السيئة هي التي تسببت فيما أصابهم، فإن الله تعالى لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرًا عظيمًا، وما ربك بظلام للعبيد، وما ظلمهم الله ولكن كانوا أنفسهم يظلمون. (٢) في (م): البريرة. والبريرة: أول ما يظهر من ثمرة الأراك وهو حلو. انظر: "لسان العرب" لابن منظور ٤/ ٥٥. (٣) (ذلك) إشارة إِلَى ما تقدم من التبديل، أو إِلَى مصدر {جزيناهم}. (٤) الباء في {بما كفروا} للسببية: أي: ذلك التبديل، أو ذلك الجزاء بسبب كفرهم للنعمة بإعراضهم عن شكرها، وكذلك ربنا جل ذكره لا تضره معصية عاص، ولا ينقص خزائنه ظلم ظالم، ولا تنفعه طاعة مطيع، ولا يزيد في ملكه عدل عادل، بل نفسه يظلم الظالم، وحظها يبخس العاصي، وإياها ينفع المطيع، وحظها يصيب العادل. (٥) مسألة: في هذِه الآية سؤال ليس في هذِه السورة أشد منه، وهو أن يقال: لم خص الله تعالى المجازاة بالكفور ولم يذكر أصحاب المعاصي؟ فتكلم العلماء في هذا؛ فقال قوم: ليس يجازى بهذا الجزاء الذي هو الإصطلام والإهلاك إلَّا =