للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال تعالى: {فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} (١).

{أَسْتَكْبَرْتَ} ألف الاستفهام دخلت على ألف الخبر {أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ} المستكبرين عن السجود كقوله {إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ} (٢) وقال {إِنَّهُ كَانَ عَالِيًا مِنَ الْمُسْرِفِينَ} (٣).

٧٦ - {قَالَ} إبليس {أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ (٧٦) قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا}

أي: من الجنّة، وقيل: من السماوات، وقال الحسن وأبو العالية: أي من الخِلْقة التي أنت فيها (٤)، قال الحسين بن الفضل وهذا تأويل صحيح؛ لأن إبليس تجبّر وافتخر بالخِلْقة، فغير الله تعالى خلقه


= عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا} [يس: ٧١] والتوفيق بين هذِه الوجوه هو: أن الوجه الأول مفرد مضاف فيشمل كل ما ثبت لله من يدٍ، ولا ينافي الثنتين وأما الجمع فهو للتعظيم لا لحقيقة العدد الَّذي هو ثلاثة فأكثر وحينئذ لا ينافي التثنية على أنَّه قد قيل إن أقل الجمع اثنان -كما ذهب إليه المصنف- فإذا حمل الجمع على أقله فلا معارضة بينه وبين التثنية أصلًا.
انظر: "مجموع الفتاوى" لابن تيمية ٣/ ٤٥ - ٤٦، "التحفة المهدية شرح الرسالة التدمرية" للشيخ فالح (ص ١٨٣ - ١٨٨)، "شرح لمعة الاعتقاد" لابن عثيمين (ص ٥٠).
(١) التحريم: ٤.
(٢) القصص: ٤.
(٣) الدخان: ٣١.
(٤) انظر: ما تقدم في: "إعراب القرآن" للنحاس ٣/ ٤٧٣، "الكشاف" للزمخشري ٤/ ١٠٧، "المحرر الوجيز" لابن عطية ٤/ ٥١٥، "روح المعاني" للألوسي ٢٣/ ٢٢٧ - ٢٢٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>